languageFrançais

الحمامي: تونس الدولة العربية الوحيدة التي يخضع فيها السياسي للتقييم

قال الأكاديمي والباحث في الميديا الصادق الحمامي، خلال استضافته في برنامج "ميدي شو" اليوم الأربعاء 31 أوت 2022، إنّ تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي يخضع فيها السياسي إلى تقييم المواطنين، عبر استطلاعات الرأي، عكس بعض دول الخليج، مثلا، التي لا تخضع فيه السلطة إلى تقييم المواطنين.

وشدّد الحمامي، في هذا السياق، على أنّ استطلاعات الرأيّ هي دليل على وجود حياة ديمقراطية في بلد معيّن.

وعرّف المتحدّث استطلاعات الرأي بأنّها عملية إبداء رأي المواطنين في الطبقة السياسية، مضيفا أنّ استطلاعات الرأي تعدّ بمثابة الصورة الفوتوغرافية للمجتمع وليست مرآة له، كما يقول البعض.

غياب الإطار القانوني لاستطلاعات الرأي

وتساءل الصادق الحمامي، قائلا: ''في ظلّ غياب هيئات تنظّم وتعدّل استطلاعات الرأي، إضافة إلى غياب آليات تعديل ذاتية، فماذا الذي يمنع هذه المهنة من وضع ميثاق شرف أو معايير تلتزم بها، خاصّة في مجال التمويل؟".

وأشار في هذا الصدد، إلى النموذجيْن الفرنسي والبريطاني، حيث أنّ قطاع استطلاعات الرأي في فرنسا مقنّن، ويقوم على لجنة تنظّم القطاع، كما أنّه يقوم على التنافسية ( أكثر من 500 مكتب استطلاع رأي)، أمّا النموذج البريطاني، فقد التزم أهل المهنة بالتعديل الذاتي. 

وتابع الحمامي، قائلا: "في تونس، لا تعديل بالقانون ولا تعديل ذاتي".

استطلاعات الرأي والنخب السياسية 

وأفاد المتحدّث بأنّ النخب السياسية تعمّدت عدم تفعيل فصل يتعلّق بإستطلاع الرأي أو سبر للأراء في القانون الانتخابي لسنة 2014، على اعتبار أنّ النخب السياسية في تونس "انتهازية".

وأوضح قائلا: "النخب السياسية تريد التعامل مع الأشياء بهذه الإزدواجية، فهي تشكو من استطلاعات الرأي، وفي نفس الوقت لم تعمل على تقديم مقترحات على ضوء المعايير الدولية، إمّا قانون أو تعديل ذاتي".

ودعا المتحدّث مكاتب استطلاعات الرأي إلى الاستباق وطرح حلّ والبدائل، وتفسير أهمية استطلاعات الرأي عوضا عن الشكوى من قانون قد تضعه السلطة للحدّ من هذه المهنة.

"الصحافة ليست واسطة اتّصال سياسي"

واعتبر الحمامي أنّ بعض الصحفيين في تونس يتصرّفون كواسطة للاتّصال السياسي، واصفا ذلك بـ "صحافة العلاقات العامة"، مشدّدا على أنّ الدور الحقيقي والوحيد الذي يجب أن تقوم به الصحافة في الديمقراطية هو دور الرقابة على السلطة.

وأوضح أنّه من واجب الصحفي أن لا يُعيد إنتاج الخطابات السياسية، بل مهمته تفسير قضية معيّنة.

وفي علاقة باستطلاعات الرأي، نبّه الحمامي إلى أنّ الصحافة لا يجب أن تأخذ نتائج استطلاعات الرأي وكأنّها نتائج مسلمة.